إلهي لائذٌ بالعفو عبدُكْ
إلهي لائذٌ بالعفو عبدُكْ
وأنت العفوُ لا شئٌ يحدُّكْ
تقَصَّفَ لا يحوز على ملاذٍ
فهل قد ضاع من ذا يستمدُّكْ
أتى والباب يقرعهُ بذلٍّ
ودمع العين منهملاً يودُّكْ
لئن عاقبتني بالذنب ربّي
فإنّي لاجئٌ والذنبُ فقدُكْ
أنا الجاني على نفسي ببعدي
فنارٌ تحرق الأرواح بعدُكْ
إلهي أحْرَقتْ لذّاتُ لهوي
جنانَ النفس قد أسقاها رفدُكْ
على أرضي تقاطرتِ الهدايا
ولاقى تربتي الجرداءَ مدُّكْ
ولكنْ ما شكرتُ المدَّ يوماً
فضَيّعتُ النعيم وغاب بردُكْ
يخيبُ الوافدون لنيل فتحٍ
إذا ماغاب في الأهواء قصدُكْ
قريبٌ يا إلهي من عُبِيْدٍ
بكى شوقاً فمَسَّ الروحَ سعدُكْ
دموعٌ من أماقي الروح تجري
ويُشعرها بقرب الأنسِ وعدُكْ
تُكَوِّنُ بحرها فيها سفينٌ
من الآمال يُضرمها التدكدُكْ
إذا قاربتُ من شطآن أُنْسٍ
تلاطمني الذنوب فأين شدُّكْ
ضعيفٌ يا إلهي لا تكلْني
إلى ضعفي فيحتفُ بي مرَدّكْ
أترددني وحبك قد اتاني
وأسعدني لذيذ الذكر حمدُكْ
لإنْ صفّدتني بالذنب ربّي
وألقى بي بوسط النار جندُكْ
فإنّي تاركٌ يأسي ومالي
سواك اليوم لا شئٌ يردُّكْ
وهل قد آيسَ الراجون عفواً
وإنّ اليأس كفرٌ لا يصدُّكْ
أغثني يا إلهي يوم هوْلٍ
إذا ما لاحقَ العاصين رصْدُكْ
إلهي أنت من علّمْتَ عبداً
بأنْ يدعو فهل يشقيهِ طردُكْ
أجرني عندما يشْتدُّ ضُرّي
فأنت الله ربي خابَ ندُّكْ